{قَالَ رَبّ} يا رب {إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى} بفعل صار قتلاً {فاغفر لِى} زلتي {فَغَفَرَ لَهُ} زلته {إِنَّهُ هُوَ الغفور} بإقالة الزلل {الرحيم} بإزالة الخجل {قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً} معيناً {لّلْمُجْرِمِينَ} للكافرين و{بما أنعمت} على قسم جوابه محذوف تقديره أقسم بإنعامك علي بالمغفرة لأتوبن فلن أكون ظهيراً للمجرمين، أو استعطاف كأنه قال: رب اعصمني بحق ما أنعمت علي من المغفرة فلن أكون إن عصمتني ظهيراً للمجرمين، وأراد بمظاهرة المجرمين صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثيره سواده حيث كان يركب بركوبه كالولد مع الوالد.{فَأَصْبَحَ فِى المدينة خَائِفاً} على نفسه من قتله القبطي أن يؤخذ به {يَتَرَقَّبُ} حال أي يتوقع المكروه وهو الاستقادة منه أو الأخبار أو ما يقال فيه، وقال ابن عطاء: خائفاً على نفسه يترقب نصرة ربه. وفيه دليل على أنه لا بأس بالخوف من دون الله بخلاف ما يقوله بعض الناس أنه لا يسوغ الخوف من دون الله {فَإِذَا الذى} {إذا} للمفاجأة وما بعدها مبتدأ {استنصره} أي موسى {بالأمس يَسْتَصْرِخُهُ} يستغيثه والمعنى أن الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانياً من قبطي آخر {قَالَ لَهُ موسى} أي للإسرائيلي {إِنَّكَ لَغَوِىٌّ مُّبِينٌ} أي ضال عن الرشد ظاهر الغي فقد قاتلت بالأمس رجلاً فقتلته بسببك، والرشد في التدبير أن لا يفعل فعلاً يفضي إلى البلاء على نفسه وعلى من يريد نصرته.